مَا هُو الرُو ح القُدس ؟ فى قوله تعالى : وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس فى سورة البقرة
انت في الصفحة 2 من صفحتين
كما قال الله : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) [ الشورى : 52 ] .وقال آخرون : هو الاسم الذي كان عيسى يحيي به الى .ذكر من قال ذلك :1491 – حدثت عن المنجاب قال : حدثنا بشړ بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : ( وأيدناه بروح القدس )،
قال : هو الاسم الذي كان يحيي عيسى به الى .قال أبو جعفر : وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال : “الروح ” في هذا الموضع جبريل ؛ لأن الله – جل ثناؤه – أخبر أنه أيد عيسى به ، كما أخبر في قوله : ( إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق ) [ المائدة : 110 ]
،فلو كان الروح الذي أيده الله به هو الإنجيل ، لكان قوله : “إذ أيدتك بروح القدس ” ، و “إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ” ، تكرير قول لا معنى له . وذلك أنه على تأويل قول من قال : معنى ( إذ أيدتك بروح القدس ) ،إنما هو : إذ أيدتك بالإنجيل – وإذ علمتك الإنجيل ،
وهو لا يكون به مؤيدا إلا وهو معلمه ، فذلك تكرير كلام واحد ، من غير زيادة معنى في أحدهما على الآخر . وذلك خلف من الكلام ، والله تعالى ذكره يتعالى عن أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به فائدة .
وإذ كان ذلك كذلك ، فبين فساد قول من زعم أن “الروح ” في هذا الموضع ، الإنجيل ، وإن كان جميع كتب الله التي أوحاها إلى رسله روحا منه لأنها تحيا بها القلوب الة ، وتنتعش بها النفوس المولية ،
وتهتدي بها الأحلام الضالة.وإنما سمى الله تعالى جبريل “روحا ” وأضافه إلى “القدس ” ، لأنه كان بتكوين الله له روحا من عنده ، من غير ولادة والد ولده ، فسماه بذلك “روحا ” ، وأضافه إلى “القدس ” – و “القدس ” ،
هو الطهر – كما سمي عيسى ابن مريم “روحا ” لله من أجل تكوينه له روحا من عنده من غير ولادة والد ولده .وقد بينا فيما مضى من كتابنا هذا ، أن معنى “التقديس ” : التطهير ، و”القدس ” – الطهر ، من ذلك .
وقد اختلف أهل التأويل في معناه في هذا الموضع نحو اختلافهم في الموضع الذي ذكرناه .1492 – حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن السدي قال : القدس ، البركة .1493 – حدثت عن عمار قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه قال : القدس ،
وهو الرب تعالى ذكره .[ ص: 323 ] 1494 – حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد : ( وأيدناه بروح القدس ) ، قال : الله ، القدس ، وأيد عيسى بروحه ، قال : نعت الله القدس ، وقرأ قول الله جل ثناؤه : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس ) [ الحشر : 23 ] ، قال : القدس والقدوس ، واحد .
.1495 – حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال ، [ عن هلال ] بن أسامة ، عن عطاء بن يسار قال : قال كعب : الله ، القدس .