السبت 23 نوفمبر 2024

ما معنى ز بر الحديد في قوله تعالى آتوني ز بر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين..

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

أمرائه ووجه معه جيشا سرية لينظروا إلى السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا. فتوصلوا من بلاد إلى بلاد ومن ملك إلى ملك حتى وصلوا إليه ورأوا بناءه من الحديد ومن النحاس وذكروا أنهم رأوا فيه بابا عظيما وعليه أقفال عظيمة ورأوا بقية اللبن والعمل في برج هناك. وأن عنده حرسا من الملوك المتاخمة له وأنه منيف عال شاهق لا يستطاع ولا ما حوله من الجبال. ثم رجعوا إلى بلادهم وكانت غيبتهم أكثر من سنتين وشاهدوا أهوالا وعجائب.
ثم قال الله تعالى
تفسير القرطبي معنى الآية 96 من سورة الكهف
قوله تعالى آتوني زبر الحديد أي أعطوني زبر الحديد وناولونيها أمرهم بنقل الآلة وهذا كله إنما هو استدعاء العطية التي بغير معنى الهبة وإنما هو استدعاء للمناولة لأنه قد ارتبط من قوله إنه لا يأخذ منهم الخرج فلم يبق إلا استدعاء المناولة وأعمال الأبدان.
و زبر الحديد قطع الحديد.
وأصل الكلمة الاجتماع ومنه زبرة الأسد لما اجتمع من الشعر على كاهله.
وزبرت الكتاب أي كتبته وجمعت حروفه.
وقرأ أبو بكر والمفضل ردما ايتوني من الإتيان الذي هو المجيء أي جيئوني بزبر الحديد فلما سقط الخافض انتصب بالفعل على نحو قول الشاعرأمرتك الخير...حذف الجار فڼصب الفعل وقرأ الجمهور زبر بفتح الباء وقرأ الحسن بضمھا وكل ذلك جمع زبرة وهي القطعة العظيمة منه.
قوله تعالى حتى إذا ساوى يعني البناء فحذف لقوة الكلام عليه.
بين الصدفين قال أبو عبيدة هما جانبا الجبل وسميا بذلك لتصادفهما أي لتلاقيهما.
وقاله الزهري وابن عباس كأنه يعرض عن الآخر من الصدوف قال الشاعركلا الصدفين ينفذه سناها توقد مثل مصباح الظلامويقال للبناء المرتفع صدف تشبيه بجانب الجبل.
وفي الحديث كان إذا مر بصدف مائل أسرع المشي.
ابن عطية الصدفان الجبلان المتناوحان ولا يقال للواحد صدف وإنما يقال صدفان للاثنين لأن أحدهما يصادف الآخر.
وقرأ نافع وحمزة والكسائي الصدفين بفتح الصاد وشدها وفتح الدال وهي قراءة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعمر بن عبد العزيز وهي اختيار أبي عبيدة لأنها أشهر اللغات.
وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو الصدفين بضم الصاد والدال وقرأ عاصم في رواية أبي بكر الصدفين بضم الصاد وسكون الدال نحو الجرف والجرف فهو تخفيف.
وقرأ ابن الماجشون بفتح الصاد وضم الدال.
وقرأ قتادة بين الصدفين بفتح الصاد وسكون الدال وكل ذلك بمعنى واحد وهما الجبلان المتناوحان.
قوله تعالى قال انفخوا إلى آخر الآية أي على زبر الحديد بالأكيار وذلك أنه كان يأمر بوضع طاقة من الزبر والحجارة ثم يوقد عليها الحطب والفحم بالمنافخ حتى تحمى والحديد إذا أوقد عليه صار كالڼار فذلك قوله تعالى حتى إذا جعله ڼارا ثم يؤتى بالنحاس المذاب أو بالړصاص أو بالحديد بحسب الخلاف في القطر فيفرغه على تلك الطاقة المنضدة فإذا التأم واشتد
ولصق البعض بالبعض استأنف وضع طاقة أخرى إلى أن استوى العمل فصار جبلا صلدا.
قال قتادة هو كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء.
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال يا رسول الله إني رأيت سد يأجوج ومأجوج قال كيف رأيته قال رأيته كالبرد المحبر طريقة صفراء وطريقة حمراء وطريقة سوداء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأيته.
ومعنى حتى إذا جعله ڼارا أي كالڼار.
ومعنى آتوني أفرغ عليه قطرا أي أعطوني قطرا أفرغ عليه على التقديم والتأخير.
ومن قرأ ائتوني فالمعنى عنده تعالوا أفرغ عليه نحاسا.
والقطر عند أكثر المفسرين النحاس المذاب وأصله من القطر لأنه إذا أذيب قطر كما يقطر الماء وقالت فرقة القطر الحديد المذاب.
وقالت فرقة منهم ابن الأنباري الړصاص المذاب.
وهو مشتق من قطر يقطر قطرا.
ومنه وأسلنا له عين القطر.

انت في الصفحة 3 من 3 صفحات