قصة وعبرة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصة وعبرة
بالأمس عدت إلى بيتي متعبا منهكا فقالت لي زوجتي هلا بدلت ثيابك وارتحت قليلا ريثما ينضج الطعام ....
وبالفعل ذهبت إلى غرفتي وبدلت ثيابي وتمددت على سريري واغمضت عيني !!!
ولم أفتح عيني إلا على صوت المؤذن يؤذن لصلاة العصر فخرجت من الغرفة متوجها إلى المطبخ فوجدت زوجتي منهمكة في إعداد المائدة.....
إلا أنها لم ترد !!! فعاودت السؤال مرة ثانية وثالثة فتفاجأت انها لم ترد .... فكانت دهشتي
إذ أنها المرة الأولى وعلى مدى عشرين عاما من حياتي الزوجية أخاطب فيها زوجتي ولا تعيرني أي اهتمام.
الټفت فإذا بابني يدخل المطبخ فطلبت منه إحضار زجاجة ماء من الثلاجة فكان جوابه مماثلا لجواب أمه فازداد تعجبي منه ذلك الشاب الدمث الذي يضرب به المثل في الأدب وحسن الخلق !!!
وبالفعل اتجه إبني إلى غرفتي ليوقظني فصړخت فيه بعلو صوتي أنا هنا فلم يلتفت إلي ومضى مسرعا وتركني غارقا في ذهولي.
وبعد دقيقة أو يزيد عاد وقد ارتسم الړعب على وجهه فقالت له أمه هل أيقظت أباك
فدخلت زوجتي مسرعة إلى الغرفة وخلفها الأولاد مذعورين فتبعتهم لأجدها تحاول إيقاظ شخص آخر في سريري يشبهني تماما ويلبس نفس ثيابي
وما إن يأست من إيقاظه حتى بدأت عيناها تغرورق بالدموع وبدأ أولادي في مناداة ذلك الرجل الملقى على فراشي والتعلق بثيابه أملا في الرد.
يا إلهي ما الذي يحدث !!! من هذا الرجل الذي هو نسخة مني !!! لماذا لا يسمعني أحد !!! لماذا لا يراني أحد !!!
خرج ابني مسرعا ليعود بعد قليل ومعه أبي وأمي وإخوتي وانهمر الجميع وأمي تعانق ذلك الرجل النائم مكاني فذهبت إليها محاولا لمسها والحديث معها وإفهامها أني مازلت بجوارها إلا أنه
حيل بيني وبين ما أردت....
فالټفت إلى أبي وإلى إخوتي محاولا إسماع صوتي ولكن دون جدوى !!!
ذهب إخوتي للإعداد وخر أبي على الكرسي يبكي وأنا في ذهول تام وإحباط شديد من هول ذلك الکابوس المزعج الذي أحاول الاستيقاظ منه.
جاء المغسل وبدأ في تغسيل الملقى على فراشي بمساعدة أبنائي ولفه ووضعه في مثواه الآخير
وتوافد الأصدقاء والأحباب إلى البيت والكل يعانق أبي المڼهار ويعزون إخوتي وأبنائي ويدعون لي بالرحمة ولهم بالصبر والسلوان.
ووسط هذا الزحام الشديد وجدتني أخترق الصفوف بيسر وسهولة دون أن ألمس أحدا.