ما معنى قوله تعالى فابعثوا احدكم بورقكم فى سورة الكهف
ما معنى قوله تعالى فابعثوا احدكم بورقكم فى سورة الكهف
ورد فى سورة الكهف قوله تعالى: فابعثوا احدكم بورقكم هذه..هل كانت توجد عملة ورقية فى أيامهم ؟
قال الشيخ الشعراوى رحمه الله فى خواطره حول الآية الكريمة:
الوَرِق يعني العملة من الفضة، فأرادوا أنْ يرسلوا أحدهم بما معهم من النقود ليشتري لهم من المدينة طعامًا؛ لأنهم بمجرد أن استيقظوا انتهت حالتهم الاستثنائية، وعادوا إلى طبيعتهم
وفي قوله تعالى: { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا.. } [الكهف: 21] يقيم من أهل الكهف دليلًا على قيام الساعة والبعث بعد المoت، فها أنتم ما زِلْتم على قَيْد الحياة وفي سَعَة الدنيا، ومع ذلك أنامكم الله هذه النَّوْمة الطويلة ثم بعثكم وقد عُثِر عليهم، وما زالت فيهم حياة
ثم يقول تعالى: { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ.. } [الكهف: 21] حدث هذا التنازع من الجم١عة الذين عثروا عليهم، ويبدو أنهم كانوا على مِسْحة من الدين، فأرادوا أنْ يحافظوا على هذه الآية الإلهية، ويصحّ أنهم بمجرد أنْ عثروا عليهم قضى أجلهم فماتوا.
وهذه مسألة يجب أن يُؤرّخ لها، وأن تخلد؛ لذلك جعلوها مثلًا شَرُودًا للعالم كله لتُعرف قصة هؤلاء الفتية الذين ضَحَّوْا في سبيل عقيدتهم وفَرُّوا بدينهم من سَعَة الحياة إلى ضيق الكهف؛ ليكونوا مثلًا لكل أهل العقيدة، ودليلًا على أن الله تعالى ينصر أهله ويدافع عنهم ويُخلِّد ذكراهم إلى قيام الساعة.
لذلك قال بعضهم لبعض: { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا.. } [الكهف: 21] أي: مطلق البنيان، فعارضهم آخرون بأن البناء يجب أن يكون مسجدًا: { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } [الكهف: 21] ليكون موضعًا للسجود لله وللعبادة ليتناسب مع هذه الآية العظيمة الخالدة.
اذا أتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم